هل يمكنك تشغيل ألعاب الفيديو أثناء القيادة تسلا تثير الجدل

يواجه نظام القيادة الذاتية لـ“تسلا“، الذي يمكنه توجيه السيارة وإبطاؤها وتسريعها من تلقاء نفسه، انتقادات لعدة سنوات من خبراء السلامة، لأنه يسمح للسائقين برفع أيديهم عن عجلة القيادة لفترات طويلة، على الرغم من أنه ليس من المفترض أن يفعلوا ذلك، بالإضافة إلى أنه يفتقر إلى وسيلة فعالة لضمان أن يراقب السائقون أعينهم على الطريق.

وأبدت الحكومة الأمريكية اهتمامًا متجددًا بشركة ”تسلا“، حيث أعلنت مؤخرًا أنها تحقق في حوادث تتعلق بسياراتها التي تعمل بنظام القيادة الذاتية، وفقاً لـ“نيويورك تايمز“.

وسرعان ما أصبحت شاشات اللمس في السيارات هي القاعدة، حيث يواصل المصنعون إزالة الأزرار والمقابض اللمسية من سياراتهم. ونتيجة لذلك، أصبحت العديد من المركبات أكثر خطورة.

ووفقًا لدراسة أجريت عام 2019، يمكن للسائقين تشتيت انتباههم والنظر بعيدًا عن الطريق لمدة تصل إلى 40 ثانية لكل عملية يقومون بها على هذه الشاشات.

أثارت شركة تصنيع السيارات الكهربائية ”تسلا“ الجدل بعد أن قامت بتحديث برنامجها للسماح للسائقين بممارسة ألعاب الفيديو على شاشة اللمس المركزية أثناء القيادة.

ودفعت هذه الخطوة لطرح أسئلة جديدة حول ما إذا كانت ”تسلا“ تهدد السلامة لأنها تندفع لإضافة تقنيات وميزات جديدة في سياراتها، وإلهاء السائقين.

وكانت ألعاب الفيديو قابلة للعب فقط عندما تكون السيارة متوقفة، وتم تأجيل تحديث برنامج عبر الهواء (OTA) الصيف الماضي، ما أتاح القدرة على تشغيل بعض الألعاب بغض النظر عما إذا كانت السيارة ثابتة أم لا.

وذكرت صحيفة ”نيويورك تايمز“ الأمريكية أن هناك ثلاث ألعاب مؤكدة تم الإبلاغ من قبل مالك سيارة تسلا ”طراز 3“ عن إمكانية لعبها على شاشة اللمس المركزية أثناء القيادة؛ وهي ”Sky Force Reloaded“ و“Solitaire“ و“The Battle of Polytopia“.

وأوضحت الصحيفة أن الألعاب تصدر إشعاراً يطلب من المستخدم تأكيد عدم قيادته للسيارة قبل البدء في اللعب، ولكن الرسالة ليست رادعة بشكل كاف، فيمكن للسائق النقر بسهولة على اختيار ”I AM A PASSENGER“ أو ”أنا راكب“ ثم يبدأ اللعب بكل سهولة أثناء القيادة.

وكانت بعض التطبيقات التفاعلية في السيارة تعمل بالحركة حتى قبل التحديث الأخير، بما في ذلك لوحة الرسم، ووضع الكاريوكي في الموسيقى، وكلها كانت تحذر السائق أيضًا من المشاركة.

وأشارت الصحيفة إلى أن مالك السيارة المبلغ عن الألعاب قدم شكوى إلى الإدارة الوطنية للسلامة على الطرق السريعة التابعة لوزارة النقل الأمريكية (NHTSA) عند اكتشاف إمكانية اللعب أثناء القيادة في سيارته ”طراز 3“.

وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الشكوى ليست الأولى، فلدى ”تسلا“ حاليًا أكثر من 59 شكوى من عملائها بخصوص ”طراز 3“.

ونقلت ”رويترز“ عن متحدث باسم ”NHTSA“ قوله إن الإدارة تناقش مسألة ألعاب الفيديو القابلة للعب في السيارات خلال القيادة مع شركة ”تسلا“.

وأضاف أن ”الحوادث التي تحدث نتيجة تشتيت الانتباه مصدر قلق، لا سيما من قبل المركبات المجهزة بمجموعة من تقنيات الراحة مثل شاشات الترفيه. نحن على دراية بمخاوف السائق ونناقش الميزة مع الشركة المصنعة“.

بدوره، قال جوناثان آدكنز، المدير التنفيذي لجمعية ”سلامة الطرق السريعة للمحافظين“، التي تنسق جهود الدولة لتعزيز القيادة الآمنة: ”بالتأكيد، إنه مصدر قلق كبير إذا كان يتم تشغيل الألعاب من قبل السائقين خلال القيادة“.