هل شبكات الجيل الخامس 5G مالها وماعليها
ما المقصود بتقنية 5G؟
يُقصد بتقنية 5G الجيل الخامس من التكنولوجيا الخلوية. وهي مصممة لزيادة السرعة وتقليل زمن الاستجابة وتحسين مرونة الخدمات اللاسلكية. تتمتع تقنية 5G بسرعة قصوى نظرية تبلغ 20 جيجابت في الثانية، بينما تبلغ السرعة القصوى لتقنية 4G 1 جيجابت في الثانية فقط.
وتعد شركة 5G أيضًا بتقليل زمن الاستجابة، ويمكن أن يحسن ذلك أداء تطبيقات الأعمال والتجارب الرقمية الأخرى (مثل الألعاب عبر الإنترنت ومؤتمرات الفيديو والسيارات ذاتية القيادة).
بينما كانت الأجيال السابقة من التقنية الخلوية (مثل تقنية التطور طويل الأجل – الجيل الرابع (4G LTE)) تركز على إمكانية الاتصال، ترتقي تقنية الجيل الخامس بإمكانية الاتصال إلى المستوى التالي عبر توفير تجارب اتصال من السحابة الإلكترونية إلى العملاء. شبكات الجيل الخامس شبكات افتراضية مدفوعة بالبرمجيات، وهي تستخدم التقنيات السحابية.
وستبسّط شبكة 5G أيضًا إمكانية التنقل، وذلك من خلال إمكانات التجوال المفتوح السلس بين الوصول إلى شبكات الخلوي وشبكات Wi-Fi. يمكن لمستخدمي الأجهزة المحمولة البقاء على اتصال أثناء انتقالهم بين الاتصالات اللاسلكية خارج المباني والشبكات اللاسلكية داخل المباني دون تداخل المستخدمين أو الحاجة إلى إعادة المصادقة.
يشاطر المعيار اللاسلكي Wi-Fi 6 الجديد (المعروف أيضًا باسم 802.11ax) بعض السمات مع تقنية 5G، بما في ذلك تحسين الأداء. يمكن وضع أجهزة Wi-Fi 6 اللاسلكية في المواقع التي يحتاج إليها المستخدمون بما يوفر تغطية جغرافية أفضل وتكلفة اقل. وتستند أجهزة Wi-Fi 6 اللاسلكية هذه على شبكة قائمة على البرامج تتمتع بأتمتة متقدمة.
وينبغي أن تحسّن تقنية 5G إمكانية الاتصال في المناطق الريفية التي تعاني من نقص في الخدمات وفي المدن التي يمكن أن يتجاوز الطلب فيها قدرات تقنية 4G. ستكون لشبكات 5G الجديدة أيضًا بنية كثيفة وقائمة على الوصول الموزع، وستقرّب عمليةَ معالجة البيانات من حافة الشبكة والمستخدمين للتمكين من تسريع معالجة البيانات.
يتحدّث الخبراء أيضاً عن احتمال استخدام هذه التقنية في قطاع العناية الصحية (في العمليات الروبوتية التي تُجرى عن بعد)، والسيارات الذاتية القيادة (التي تحتاج إلى كمّ كبير من البيانات للتحرّك على الطرقات)، وحتّى في البنى التحتية الذكية التي قد تتيح التواصل بين إشارات السير في المدينة.
قد تلعب هذه الشبكات دوراً كبيراً في تعزيز سلامة المركبات. ففي حال كانت سيّارتكم العصرية تعرف كم بقي على تغيير أضواء السير، ستحظون بمزيد من الوقت لاتخاذ الخطوة المناسبة في تقاطع مزدحم.
لا شكّ في أنّ شبكات الجيل الخامس ستغيّر حياتنا بشكل كبير. قد لا تتضح معالم هذا التغيير في السنة أو السنتين المقبلتين، ولكننا واثقون من أنّه سيكون مؤثراً. وبعد خمس أو عشر سنوات، قد ننسى أننّا في يوم من الأيّام استخدمنا اتصالاً سلكياً بالإنترنت.
شبكات الجيل الخامس سوف تعتمد على ما تدعى الخلايا الصغير Small Cells وهي محطات صغيرة ستوزع كل 250 مترًا في الشوارع، وهذا لأن الموجات التي ستعتمد عليها شبكات الـ 5G هي موجات قصيرة جدًا عكس الموجات الأخرى المستخدمة في الأجيال السابقة؛ لذلك فستكون هناك محطات كثيرة جدًا… جدًا!
هذا العدد الكثيف من المحطات سيجعلنا أكثر عُرضة للمجال الكهرومغناطيسي لتلك الشبكات بشكل لا فرار منه، كما أن مدى قصرها يجعلها قادرة على اختراق الجلد والنفاذ لأعضاء الجسم الداخلية، وللأسف فإن احتمالية تسببها في ضرر للإنسان ليست ببعيدة على الإطلاق؛ فلقد صنفت منظمة الصحة العالمية موجات الراديو المنبعثة من أبراج شبكات المحمول على أنها من المواد المسرطنة المحتملة من المجموعة (2B)، وذلك حسب تقييم الوكالة الدولية لبحوث السرطان IARC، ودراسات وبائية بشرية أعطت أدلة على زيادة خطر الإصابة بالورم الدبقي (أحد أشكال سرطان المخ) وأورام العصب السمعي.
على الجهة الأخرى، نجد أن الشركات والهيئات تعتبر أن وجود هذه الموجات في المجموعة 2B لا يشكل خطرًا يجب التوقف عنده، وذلك لأن القهوة كانت في نفس المجموعة! ولكن هذه الحجة مردود عليها لأن IARC قد حذفت القهوة من تلك المجموعة عام 2016، بينما نجد في تلك المجموعة مواد أخرى ضارة مثل DDT الممنوع استخدامه دوليًا بعدما كان منتشرًا في صناعة المبيدات الحشرية، ومادة الكلوروفورم التي كانت تستخدم في التخدير سابقًا. وهناك العديد من العلماء بعد إجرائهم دراسات عدة على موجات الراديو يطالبون برفع خطورتها إلى المجموعة 2A.
وفي خطاب كتبه دكتور «مارتن بول» أستاذ الكيمياء الحيوية في جامعة ولاية واشنطن ناقش الآثار البيولوجية والصحية الخطيرة الناتجة عن تبني شبكات الجيل الخامس، مشيًرا إلى أن المبادئ التوجيهية الحالية لهيئة الاتصالات الفيدرالية الأمريكية FCC غير كافية، فلقد عفى عليها الزمن، وتصب في صالح صناعة الاتصالات. وهو يعتقد أنه قد يكون هناك آثار ضارة كبيرة على المدى الطويل بعد انتشار الـ 5G مثل العمى، وفقدان السمع، وسرطان الجلد، والعقم عند الرجال، وأمراض الغدة الدرقية.
أما الجانب الأكثر ظلامًا من هذا الصراع يتمثل في ادعاء العلماء المستقلين أنهم يتعرضون للاضطهاد والضغوط عند نشر أبحاث تثبت ضرر المجال الكهرومغناطيسي وموجات الراديو، فيتم نزع الثقة عنهم ويقابلون بعدم اكتراث متعمد ويتأذون وظيفيًا وتصلهم تهديدات لحياتهم، وكل هذا بإيعاز من الشركات المستثمرة في هذه الصناعة. ولو صح هذا الادعاء فنحن إذًا أمام جريمة متعمدة ضد البشرية بأسرها.
تتوقع شركة إريكسون أنه بحلول نهاية عام 2024 سيصل عدد مستخدمي شبكات الجيل الخامس إلى 1.9 مليار مستخدم، ويمكن أن تغطي هذه الشبكات ما يصل إلى 65 في المائة من سكان العالم.
ولكن في الوقت الحالي لم يبدأ تطبيقها إلا في عدد قليل من الدول، وفي رقع محدودة داخل مدن معينة بها، ومن هذه الدول: الولايات المتحدة الأمريكية، كوريا الجنوبية، المملكة المتحدة، إيطاليا، إسبانيا، فنلندا، سويسرا. ونرى أن بعض دول الخليج قد لحقت بركب الجيل الخامس بالفعل مثل: قطر، الكويت، الإمارات العربية المتحدة.
وسيلحق بالدول السابقة العديد من الدول الأخرى حول العالم والتي تخطط لإطلاقه تجاريًا بين عامي 2019 و2020.
يتبع الجيل الخامس 5G التوجيهات الدولية للجنة الدولية للحماية من الإشعاعات غير الأيونية ومعهد الهندسة الكهربائية والإلكترونية المعترف بها من طرف منظمة الصحة العالمية. الترددات المستعملة في الجيل الخامس 5G هي جزء من الترددات الراديوية التي كرست لها آلاف الدراسات منذ أكثر من 20 سنة. بعد التحليل المنتظم لكل هذه الدراسات، توصلت السلطات الصحية الوطنية والدولية إلى غياب وجود خطر مؤكد على الصحة تحت العتبات المحددة في التوجيهات الدولية.
تمت إعادة الإشارة إلى هذه المداخل في التنظيم الأوروبي رقم 1999/519/الاتحاد الأوروبي المؤرخ في 12/07/99 وتمت إعادة تأكيد صلاحيتها منذ وقت قليل من طرف اللجنة في إجابة برلمانية في مايو(أيار) 2019.
ملاحظة: بوصول الجيل الخامس 5G، يمكن تسجيل زيادات طفيفة في التعرض الشامل إلى الموجات الراديوية عند إضافتها إلى شبكة موجودة. غير أن هذا التعرض يبقى جد ضعيف بالنظر إلى / الأدنى بكثير عن الحدود المسموح بها. إن المعايير الدولية CEI (لجنة الالكترو تقنية الدولية) وCENELEC (لجنة الضبط الأوروبية في المجال الالكتروني والالكترو تقني)، تسمح بتقييم مستويات التعرض ومطابقة الهوائيات والهواتف النقالة للجيل الخامس 5G.
تذكير: القيمة الأدنى للتعرض إلى هوائيات الجيل الخامس5G بنسبة 3,5 جيغاهرتز وما فوق هي 61 فولت/متر. أما الهواتف النقالة للجيل الخامس (تعمل بـ 3,5 جيغاهرتز) فلا يجب أن تتعدى 2 وات/كغ (بالنسبة لتدفق الامتصاص الخاص) وكذلك بالنسبة للمحطات الموجودة للجيل الثاني، الثالث والرابع.
أن نمط استخدام الإنترنت أصبح مثل الغذاء والماء، وأصبحت الحاجة إليه ضرورية، وأن الحكومة بذلك تبذل جهدا كبيرا فى تطوير المنظومة التكنولوجية الرقمية، وأصبح توافر الخدمات بسهولة وجودة أكبر عن الأيام السابقة، وكل يوم هناك تقدم عن الأيام السابقة، وانقطاع الشبكات أصبح أقل بكثير عن السنوات السابقة.
وعلى الرغم من الدراسات المكثفة حول الآثار الصحية للهواتف المتنقلة على مدار العقدين الماضيين أو العقود الثلاثة الماضية، ليس هناك ما يشير إلى زيادة المخاطر الصحية عند التعرض لمجالات كهرمغنطيسية دون المستويات التي تحددها الهيئات الدولية.
ولا يوجد دليل على أن المجالات الكهرمغنطيسية الصادرة عن الشبكات المتنقلة (من الجيل الثاني والجيل الثالث والجيل الرابع) تشكّل أي مخاطر على الصحة، شريطة أن تطبق الإدارات حدود التعرض التي حددتها الهيئات الدولية.
ولا يوجد أساس علمي لأي علاقة بين انتقال فيروس كورونا والموجات الكهرمغنطيسية الصادرة عن تكنولوجيا الجيل الرابع أو الجيل الخامس أو أي موجات كهرمغنطيسية أخرى.
ما هي الجهات التي تنظم التعرض للمجالات الكهرمغنطيسية؟
لا يحدد الاتحاد المستويات القصوى لتعرض الجمهور للمجالات الكهرمغنطيسية. وهذه المستويات تحددها الهيئات المختصة ويحيل الاتحاد بدوره إلى معايير وتوصيات هذه الهيئات في توصياته ذات الصلة.
وتتمتع البلدان (الدول الأعضاء في الاتحاد) بالسيادة وتضع معاييرها الدولية للتعرض للمجالات الكهرمغنطيسية. وتعتمد معظم البلدان على توصيات الاتحاد.
وقد أصدرت هيئتان رئيسيتان مبادئ توجيهية بشأن التعرض للترددات الراديوية:
اللجنة الدولية المعنية بالوقاية من الإشعاع غير المؤين (ICNIRP):
انظر الرابط https://www.icnirp.org،
معهد مهندسي الكهرباء والإلكترونيات (IEEE):
انظر الرابط https://standards.ieee.org/standard/C95_1-2019.html.