الكهف اللطيف في دبي مشروع نسائي يشجع على البساطة والاستدامة

لرانيا وزينة ووالدتهما وجهة نظر مختلفة قد تتقاطع مع مخيلتنا ببعض النقاط، فـ “كهفهن” اللطيف هو مساحتك الملّونة الدافئة، حيث لكل غرض فيه حكايته الخاصة، فربما كان مرمياً على الطريق، أو مهملاً في زاوية إحدى الحارات، أو لعلّه بدأ يبعث الملل لدى أصحابه فقرروا التخلص منه عندما أصبح بالياً لا فائدة منه، وفي هذه اللحظة يأتي دور هؤلاء السيدات الثلاثة لإحيائه من جديد.

تقول زينة بالعربية “نعود بكهفنا أو Kave، كما نسميه، وهو مشروعنا الذي أطلقناه في إلى الوقت الذي عهد البساطة والاستدامة، حيث يصنع الناس ما يحتاجون إليه فقط، ويحاولون استخدام الأغراض لأطول فترة ممكنة”.

في Kave، هناك نشاطات متنوعة بين فن، وثقافة، وطبخ، وورش عمل وغيرها من الأنشطة التي تستقطب أشخاصا يجمعهم/ن حب الاستدامة وإعادة التدوير، وشغف التعلم، والسعي لتطوير الذات والمجتمع والفضول للتعرف على ما هو جديد من ثقافات متنوعة وحضارات مختلفة وتراث غني. بكل بساطة، Kave “هو مساحة مفتوحة ومتقبلة لأي شخص يحب الفن والإبداع ولديه الفضول للتعلم وتطوير المجتمع”، كما تقول رانيا.

لكن هذا ما كان يشكل تحدّياً بالنسبة لهن، فبرأيهن أن غلاء المعيشة في الإمارات يدفع هذه المواهب والقدرات الشابّة لمغادرتها بحثاً عن الاستقرار، وبالتالي يفقدن جمهورهن المستهدف من فنانين وهواة.

في البدايات، كان لدى الشابتان، زينة ورانيا، اندفاع وحماس لتنفيذ هذا المشروع، وفي الجانب الآخر، كان لدى والدتهن تخوف من نوع مختلف: “في البداية كان جلّ ما أخاف منه هو ضياع تعبهن سدى، وأفكر ماذا لو لم ينجح المشروع، ماذا لو فشلنا، لكن عندما بدأنا بالعمل ورأيت حماسهن، قلت في نفسي سوف نعتبرها تجربة، فالحياة تجارب”

هذه التجربة كانت نتاج ذكريات طفولية ترسخت في أذهان رانيا وزينة عن والدتهن، وهي تحافظ على الروح الموجودة في كل قارورة عطر، أو زجاجة فارغة تلوّنها وتزينها لترسم لها دورة حياةٍ جديدة، “الطفل كالإسفنجة يمتص كل ما يراه ويعيش به” كما تقول الأم.

وها هما الآن يصنعن مما تعلّمنه في الصغر كهفاً يؤمّنان من خلاله معيشتهن ويحققن أنفسهن ويرسمن فيه أحلاماً كبيرة ، أما عن الأحلام، فتقول زينة ورانيا إن “الخطوة القادمة هي نقل Kave الذي بدأناه هنا كعرب في بلد عربي إلى أماكن أخرى في العالم تهتم بالثقافة والفن والاستدامة”.